Tuesday, May 6, 2008

هجاء

الأسبوع الأول من أبريل عاش أيامًا ظنها الأسوأ في حياته.. الأسبوع الأول من مايو يعيش أيامًا أسوأ من سابقتها.. الأسبوع الأول من يونيو يعلم أنه سيكون الأسوأ والأسوأ في حياته .. فالحوراء ستزف فيه إلى حبيبها .. هكذا أخبره الملك

أنهى عمله في وقت متأخر.. سار على كوبري "عباس" نظر إلى النيل.. ثم إلى السماء.. عاد بذاكرته إلى الوراء .. حين كان في الإسكندرية ..كان جالسًا فوق صخرة على الشاطئ ينظر إلى أمواج البحر و يفكر في نفسه العظيمة التي يراها أسمى نفس على وجه الأرض ..

قالت له نفسه يكفيك فخرًا أن اسمك على جدران الأقصى محفور بالدماء يراه كل من ذهب هناك .. وأن أقرانك يغبطونك على ما أنت فيه.. فلا أحد منهم مثلك خلقًا وعلمًا .. قالت له ألا ترى أمواج البحر قد سكنت بعد اضطراب.. هذا لقدومك .. علمت أن عليها أرق أهل الأرض وأكثرهم حياءً.. وأخذت تغرر به.. قالت : لا تحزن فلن تجد مثلك .. هي الخاسرة.. أنت رجل بحق .. يكفي قلبك "الطيب" وكرمك وسخائك .. لن تجد مثلك .. أنت رجل هذا الزمان.. وحلم كل فتاة عاقلة..

انخدع .. ظن نفسه عظيمًا .. قال "نعم".. لن تجد مثلى.. فأنا أنا وليس مثلي شيء.. أوهم نفسه أنها ستتألم لفراقه وأن إيثارها رجلاً آخر من نقصان عقلها الذي طالما كان يراه "عقل رجل" في أنثى وكان يقول أنه لم ير مثله في مثلها قط

كان يعلم أنها لم تذنب، وأنه كان فظًا غليظ القلب حين أخبرته بأن هناك رجلا آخر في حياتها، لكنها كانت محاولة للانتقام من أرق أنثى رأتها عيناه.

عاد بالذاكرة إلى الوراء مرة أخرى .. وعادت النفس تفعل فيه أفاعيلها.. قالت أتذكر ابتسامتها لفلان وفلان أيليق هذا بامرأة متدينة.. أنسيت يوم ضحكت ملء فيها بصوت أسمع سكان البادية .. أم نسيت كذبها وتصنعها القديم في أول لقاء جمع بينكما..

كانت تقول لا أسمع .... وهي تسمع ولا أقول.... وهي تقول ولا أرى.... وهى ترى

أيليق هذا بامرأة تريدها زوجة؟

حاولت إيهامه بأنها لم تكن لتصلح له في يوم من الأيام.. وأن رحيلها عنه خيرله .. تفننت في "تلفيق" التهم إلى "الحوراء" التي كان يراها من "أهل الجنة"

توقف عن السير.. أخذ ينظر للسماء تارة وللنيل تارة أخري.. ثم أخرج قلمًا وورقة وقرر أن يعيد الكرة مرة أخرى.. قرر أن يهجوها ثانية..

قال "سأقتلها بكلماتي" ولتذهب هي ودموعها إلى الجحيم.. لا أريدها ..

فكر فما يكتب .. تردد كثيرًا .. لا يعلم كيف يبدأ وأين ينتهي ؟.. أخيرًا استنارت عيناه ..

وضع سن القلم على الورقة وكتب ..

" يا هذه .. أقسم بالله .. أنت أحب إلى من نفسي "

ا.هـ