Tuesday, October 28, 2008

هلوسة

لحظات الفراغ فرصة جيدة للتفكر والكتابة، تأتي قليلاً ولكن يبقى أثرها في النفس طويلاً، هي فرصة للمصارحة والمكاشفة ولإعادة ترتيب الأوراق
كلما جاءت نبهتني إلى حالة من "الخواء العاطفي" أعيشها، تذكرني أنني بلا "حبيبة"، انتظر مكالماتها واتلهف لسماع صوتها، أحيانًا تدفعني هذه الحالة إلى تقمص دور "المحب" لأعيشه عبر لحظات في قصة، اكتبها بيدي أكون فيها المؤلف والبطل، انهيها نهاية غامضة حزينة تناسب شخصي حتى يظن قارئها أنها حدثت لي في الحقيقة
ربما ستدفعني هذه الحالة لمصادقة فتاة، أزيل عن وجهها آثار "المكياج" لتبقى عارية الوجة، ثم أشكله كما أريد، فأضع عدستين على عينيها، وأرسم فوقهما خطين رقيقين لا يراهما رجل غيري، واتبسم لها قبل أن أعيد لوجهها ملابسه وأتركها وأرحل.
قد تدفعني لترك العمل والجلوس على النيل، انظر للفتيات تارة وللنيل تارة، ثم أكتب "عاد جسدي إليك ، ولكن ضلت روحي الطريق"
قد تدفعني للقيام، للصيام، لأكون راهبًا في المحراب، أو عالمًا في الفزياء، أو الكمياء، أو شاعرًا أتلاعب بالكلمات، فأمدح هذا وأذم ذاك .
قد تدفعني لتغيير إيقاع الكتابة، أبطئ حينًا وأسرع أحيان، أو لإيجاد دلالات جديدة للكلمات، ومعان لم يسبق إليها غيري، قد تدفعني للرد على هاتفي في منتصف الليل لأقول لفتاة لا أعرفها "نعم، أحبك".
قد تدفعني للتفكير في "جنة الخلد" في الحور والقصور والأنهار والأشجار، أو أن أصنع من كلماتي "تمثالاً" للحوراء أهدمه في نهاية قصتي بكلمة جارحة.
أشتم من كلماتي رائحة الشعر، وإن كان كسيحًا لا يقوى على السير إلا أنه خير من غيره.
الغريب في الأمر أنني لا أريد "حبيبة" في حياتي، لا أريد أن أخدع أحدًا أو أضلله، ورغم ذلك أحن كثيرًا لدور المحب وأشتاق إليه كاشتياقي للأبوة التي هي أكبر آمال حياتي.
الآن أفكر .. لم بدأت هذه التدوينة ؟ كانت في ذهني فكرة، ضلت طريقها بين الكلمات، نعم .. نعم كنت أقول " قد تدفعني" والآن سأقول " بل دفعتني"