Tuesday, February 19, 2008

جميلة

مع اقتراب الذكري الثالثة لرحيل أعظم امرأة عرفتها في حياتي، تتردد في ذهني " وقيل من راق "، الجملة الوحيدة التي كنت أرددها طيلة 12 ساعة ظلت فيها " جميلة " فاقدة الوعي في غيبوبة الموت، كلمات الدعاء الصادقة التي خرجت من قلوب محترقة لفراق امرأة قلما يجود الزمان بمثلها، آي القرآن التي كان يرددها الجميع أصوات أنفاسها العالية، وشهادة التوحيد التي ما فارقت لساني وكنت ألقنها إياها، علها تكون آخر عهدها بالدنيا.
عدت من الجامعة، دخلت غرفتها، الحال كما هو عليه، تلفظ جميلة آخر أنفاسها في الحياة بل آخر أنفاس الحياة فيها، وفجأة يتوقف كل شيء، تفتح فمها الطاهر وتردد كلمات الشهادة بلغة يفهمها الجميع، لحظات ساد الصمت فيها الجميع،أغمضت عينيها، فارقت روحها الحياة، تركت الدنيا أو تركتها الدنيا لأنها تعلم أن هذه الأرواح الطاهرة موطنها الجنة لا الدنيا..

بعد ثلاثة أعوام، لا أملك إلا البكاء والدعاء عسي ألقاها ثانية ، وداعًا جميلة، وداعًا جدتي
...

1 comment:

عصفور المدينة said...

رحمها الله وجعلك خير خلف لخير سلف

إنما قل لي فين أرشيف المدونة