Tuesday, March 17, 2009

2 "هلوسه"

كثيرًا ما نكتسب قوتنا من ضعف الآخرين، نعلو لسفولهم، ونتقدم لتراجعهم، هذه الحقيقة، التي أؤمن بها، نبهتني إلى مقدار نفسي ، لست قويًا ولكنهم ضعفاء، لست ذكيًا ولكنهم أغبياء.
من هذا المنطلق، وجدت نفسي كاتبًا كبيرًا، عظيمًا، مُبجّلاً.. الكل الآن يكتب، مَن زاده في الحياه كلمة قرأها يكتب، ومن لم يصل بعد لمرحلة "البلوغ" الثقافي والمعرفي يكتب، ومن كانت بالأمس لا تفقه الفارق بين "التقرير الصحفي" وأخيه "التحقيق" أصبحت الآن كاتبة كبيرة وصحفية لامعة، ولأنني لا أقل شيئًا عنهم، بل أزيد بقليل من الثقة، وقدرًا من الثبات على مبادئ أؤمن بصحتها فقد قررت اتحاف العالم بكتاباتي.
لم لا أكتب؟، لم لا أتحدث؟، ولم أيضًا لا أجبر القراء على متابعة تحليلاتي القيمة؟، فأنا أعلم كل شئ؟، أعرف بواطن الأمور؟، وأرى بعينيّ ما لايراه البشر؟.. قد أكون في العشرينات من عمري، ولكن تحليلاتي وتفسيراتي لا مثيل لها، أليست هذه حقيقة؟ بلى.. الكل يعلم ذلك، لست في حاجة إلى إجابة من أحد.
لا، لست مغرورًا، هم يدّعون التواضع، وهم أغبياء، تحليلاتهم للأمور ساذجة، لا يتجاوزون ظاهر الكلمات، ولكن لأنني درست كل العلوم، وأجدت كل اللغات، أستطيع أن أُنبأك بما يجهلوه.. ولا يُنبأك مثل خبير..
هل تظن أن صدام حسين مات معدومًا؟.. لا، لم يُقتل، ولم يُعدم، ما زال حيًا، لكن أين هو؟، .. لا لن أخبرك، هذا سر بيني وبينه، حادثني منذ أيام واتفقنا على اللقاء !!
لماذا تم الإفراج عن أيمن نور؟ .. لظروفه الصحية؟ لا .. لا تكن بهذه السذاجة، علمت من مصادري داخل قصر الرئاسة السبب الحقيقي للإفراج، .. نعم ، من داخل قصر الرئاسة، ولن أقول من أخبرني لأنك لن تصدق.
باستطاعتي أن أنبأك أيضًا بالسر الخفي لاستبعاد محمد بركات من المنتخب طوال الفترة الماضية، وماذا قال لحسن شحاته حين ألتقيا في إحدى الجلسات، وسبب تجاهل مانويل جوزيه للقطري حسين ياسر، وأسباب مشاركة عمرو عادل مؤخرًا مع الزمالك رغم أخطائه المتكرره.
بمقدوري، أن أتلو عليك من فاتحة القرآن حتى سورة الناس، فأنا شيخ، إمام، وهذا معروف للجميع، وبإمكاني أيضًا أن أعد لك عدد المشاهد التي ظهرت فيها الفنانة "س" عارية في أحدث كليباتها، فأنا أيضًا أعشق الجمال وأحب التحرر!!
بمقدوري، أن أكتب قصة بالعامية المصرية، أحصل بها على جائزة نوبل !!، وإن كنت لا أهتم بذلك، وبإمكاني أيضًا أن أكتب ديوانًا بالفصحى، يُثير المتنبي في مرقده.
لا تتعجب، فأنت تقرأ لكاتب فذ، عملاق، لا يُشق له غبار في كل المجالات والعلوم.
ما زلت في العشرينات، لكنني أعرف كل ما يدور في العالم وأنا جالس على المكتب "بشيّت" أو فاتح "الفيس بوك"، وأعرف أيضًا أن رؤسائي في العمل "أغبياء"، قادتهم الصدفة و"الكوسة" لتولي هذه المناصب، ولكنني لست مثلهم، ولن أكون أبدًا.
أعرف أن كل البشر يحقدون علىّ، فأنا إنسان مثاليّ، ولولا أن الصلة بين الأرض والسماء انقطعت لقالوا إنني من الأنبياء، علم وخلق وهدوء ووقار .. لا لا.. لا أريد أن أتحدث عن نفسي كثيرًا، أنتم تعرفون!!
في الحقيقة، قد أبدو متواضعًا بعض الشئ، وهذه أيضًا إبراز سماتي في الحياة..

2 comments:

Bella said...

اشكر الظروف السعيدة التي قادتني للتعرف على هذه المدونة الرائعة

اسلوبك في الكتابة جميل جدا جدا

وتحليلك لواقع كتاب العصر والأوان اكثر من ممتاز

فالكتابة اصبحت مهنة من لامهنة له واصبح للكثيرين مطبوعات وحفلات توقيع ولو حدث وانتقدت اسلوب كتابة فلان او نبهته لخطأ لغوي أو إملائي لاعتبرك من الحاقدين أو بلغة العصر من المنفسنين

تحياتي على اسلوبك الجميل

mo7amaad said...

متشكر على ذوقك وكلامك
ربنا يكرمك
وفعلاً
"الكتابة مهنة من لامهنة له"